ذات صباح .. تسللت خيوط الشمس عبر نافذة غرفتها..منحتها دفئاً وألقت قبلة على وجنتيها..استيقظت الاميرة والسعادة تفتر عن ثغرها وقالت بمرح: لقد وصلتني قبلتك يا أميري...
***********************
كان هناك يجلس وحيداً .. يتأمل من نافذة بيته حركات المارة في السوق .. كان يتأمل النساء ويبحث عن وردته التي اعتاد على رؤيتها كل يوم في مثل هذا الوقت... وأخيرًا وبعد طول انتظار..جاء الحسن والجمال.. ابتسم ..ولكن ابتسامته لم تدم طويلا..فذاك الحسن كان برفقة أحداً ما .. تمعن في عينيها ليتأكد..فرأى العشق يتلألأ .. وبريق عينيها يصرخ بكلمة أحبك يا رفيقي..
***********************
اليوم عيد ميلادها...اعتادت كل عام في هذا الوقت أن تستيقظ باكراً لترى الشمس وهي تشرق في فجر كل صباح.. ولكن لصباح يومها هذا معنى آخر .. فلقد استلم هاتفها الخليوي رسالة قبل قليل..وقفت أمام النافذة ..وقالت ماذا ستهديني الآن يا يوم مولدي ؟؟
فتحت الرسالة وقرأت: اليوم عيدك يا حبيبتي.. لقد أكملت عامك الثالث بسعادة.. وأعدك أن أجعل أعوامك كلها سعادة...
المرسل: من وهبك ميلاد حبك
***********************
كان هادئاً و حزيناً جداً .. لم يكن قادراً على البوح بما يختلج في صدره..ثلاثة أعوام مرت ..وهو غير قادر على مكاشفتها بحقيقة حبه.. وصلت البارحة إلى بيتهم في زيارة عائلية.. مضى شهران على أخر مرة رآها فيها.. كانت تبدو جميلة وفاتنة..بقي في المنزل يراقبها بصمت ويستمع إلى عذوبة كلماتها .. كانت تنظر إليه ولكنه لم يكن يفهم السر في تلك النظرات..
إنه الصباح .. وقف أمام نافذة غرفة الجلوس ..تأمل في المطر الذي كان يهطل بغزارة .. وجد نفسه يكتب اسمها على نافذة الغرفة ..
وقال بعد ذلك: متى ستعلمين كم احبك؟..
كانت تقف وراءه ..فقالت: أخيراً نطق الصمت وقال مقولته..لقد علمت الآن يا أيها الصامت أبداً....
***********************
كان يمر دوماً أمام منزلهم في كل صباح ومساء وهو في طريقه إلى عمله..كان يقف كل يوم خمس دقائق قبالة نافذة غرفتها.. وهو يتمنى أن يراها ولو لدقيقة واحدة.. وعندما ييأس ينكص رأسه ويقول : لم يأن الآوان بعد..
مشكلة هذا العاشق أنه كان ينظر إلى النافذة الخطأ ..فهي كذلك كانت تقف كل يوم أمام نافذة غرفتها ..وكانت تتمنى أن ينظر اليها ..وأن يحرك نظراته قليلا نحو اليمين ..فلربما رآها ..ولكنه كان دوماً ينظر إلى نافذة غرفة شقيقتها التي لم تكن تعني لها النافذة شيئا.. لأن حبيب قلبها قد اختار الباب ليكون هو أول الطريق اليها..لم يكن يؤمن حبيبها بسحر النوافذ..ولذلك كانت تبقي الستائر مسدلة على نافذة غرفتها..