وكاااااااااان الشــــــك ثالثنا """""""""""" (الدنيا غريبة وربي )

أحببتك بكل ما أوتيت من قوة ، كنت أشعر بأن معالم ذلك الحب وأحداثه تتسارع بشكل يصعب على العقل تخيله أو الإلمام بتفاصيله ..............
إنه فيضان كاسح لكل ما يقف في طريقه أو يخالفه الاتجاه .........
ولكن فجأة توقف الفيضان وأجدبت أرض الحب ....
فقد تراكمت صخور الشك بيننا لتصنع سداً يوقف هذا الفيضان أن يسري في شرايين أرض المودة ......
كانت دائما تقول أشك فيك ، وفيمن حولك من وجوه ............
وأعرف وتكاد تلك المعرفة تصل إلى حد اليقين أنك تبادلني هذا الشك ......
وكم تساءلت لماذا في ظل أشجار هذا الحب تستعر نيران الشك داخلنا ؟
لماذا يتسرب داخلنا ذلك الشك شيئا فشيئا حتى يصبح وحشاً ضارياَ تصعب السيطرة عليه في غابة من المشاعر داخلنا .....
كان الظن يقتلها ويجعلها تصل إلى يقين واهم على أني أعرف امرأة سواها ...........
أن حياتي تشمل سجلاً واسعا للعديد من الأسماء والعناوين لنساء أخريات. وبمرور الوقت تستعر جذوة الشك رويداً رويداً لتخلف حريقاً يأتي على الأخضر واليابس في حياتنا .........
الغريب في الأمر أننا نشاهد تلك الشرارة المسببة لهذا الحريق وهي تنتشر شيئاً فشيئا بين ثنايا مشاعرنا .....
نستمع إلى صوت إنذار يدوي في صدورنا ينبأ عن خوف من مجهول قادم لكن نتجاهل كل ذلك..........
لم يكن يخطر في بالنا أن النهاية قادمة وأن الحب يحمل حقائبه راحلاً.....
أنه سيكون سفراً طويلاً ومتعباً ..............
سيحل صقيع الهجر محل دفئ الحب ..........
ستنتشر أشباح الوحدة في أحلامنا المؤلمة ......
ستدفن أمنيات العشق بين رماد حرائق مشاعرنا ..........
كانت تقول بأنها تريد رجلاً يحتويها ...........
كانت تعلم بأن حبها يملأ كل ذرة من كياني ...........
أنها في عيني تختلف عن كل نساء الأرض ، إنها حالة متفردة في ذلك الكون ،عالم خاص لا حدود له ولا نظام يحكمه.........
كانت تعلم أنه لا شيء يستطيع أن يحتويها سوى قلبي .............
كانت تسعد بغيرتي وشكي فيها .............
لا تعلم بأن أسفار تلك الأفكار داخلي ترهقني ، وأن شوائب هذه الأفكار تلوث صفحة الحب البيضاء .........
كنت على يقين بأنها غابة شاسعة من المشاعر يتمنى عابرها السكينة والهدوء .الذي كان من الصعب الحصول عليه بين دروبها
كان جنونها يظلمني حين يزرع بذور الشك داخلي .......
وبمرور الوقت نبتت أشجار شائكة من المعاني الخبيثة بيننا .........
لم تلحظ بأني قد تعلمت أن أجلس مع نفسي وقتا طويلا بعد أن كنت أهرب من الأيام إليها ومن نفسي إلى دنيا هواها .........
أغلقت جميع النوافذ بيني وبين الناس ورياح الغضب داخلي نسفت كل الطرق التي تصل بيني وبين هؤلاء البشر ..........
كان يرعبني زئير قلوبهم النهمة لضحايا جمالهم ........
في الماضي كنت أعتقد أن إحساسي يقودني إلى الطريق الصحيح دائما ...
أن توجهات قلبي هي المنقذ من أمواج بحر الحياة المتلاطمة ..........
أن بوصلة شعوري تقربني من هذا وتبعدني عن غيره بكل دقة ........
لكن حينما جمعتنا يد الأقدار لم تنفع كل هذه الأشياء ..........
لم تنكر نفسي بأن شيئاً فيك يجذبني .......
كان صوتك حينما يتهادى إلى قلبي أشعر بجيوش الدفء تحتل كل ثنايا القلب وتزيح برد الوحدة ........
أطلقتي سراحي من سجن الأيام لفضاء لا أعلم بداية له من نهاية سوى أنه ذو صباحاً مشرق وليل وديع ..........
كم كانت روحي تعانق معالم وجهك رغم كل تلك المسافات ........ تحتضن عيناك رغم تلال الشك التي سدت كل طريق ومنعت فيضان مشاعرنا أن ترتوي منه تلك القلوب .........
العجيب رغم ما أنا فيه .....
أني أؤمن بأني أعرفك تماماً ...........
وعلى يقين أنك تعرفينني أكثر من أي امرأة أخرى كان لها صفحة في حياتي ...........
تلك هي القضية ............
تلك المعرفة التي جعلتنا نتشابه في مشاعرنا ، وتسلك قلوبنا نفس الدروب دون أن نحدد ذلك ..............
تسمعين الجواب قبل أن تخرج حروف السؤال من فمك .........
تحتويني أحضانك قبل أن تفصح أنات الألم عن نفسها .........
لهذا ولهذا فقط كنا نشعر بأننا نختلف عن كل البشر وأننا جسدان لقلب واحد ..... نقترب كثيراً .... ونبتعد كثيراً ....... ونحب كثيراً ........... ونشك كثيراً ..........
أشعر أني أحيا داخلك بينما أنت تسكنين كل خلجات نفسي ...........
قد يتغير هذا مع عواصف الهجر والشك لأفتقدك وأجد كل منا بعيد عن الآخر وآن الطريق إلى مملكتك قد امتلئ بالأشواك والعوائق ........
ولكن دائما هناك أحداث في الحياة ليس له محل من الإعراب لا تخضع لنواميس الحياة.........
فلقائنا كان أجمل صدفة حدثت في حياتي ، كم كنت أقول لنفسي يكفيني في عمري بأكمله أن يكون ذلك الحدث هو ما مر به .......
الحياة تضج بملايين الناس الذين يلتقون في أي وقت وأي زمان .......
لكن من بين كل هؤلاء هناك لقاءاً يكون استثنائيا يشبه تلك المعجزات التي قد انقضى زمانها .............
وبالرغم من ذلك الفراق وهذا البعد .........
يبقى ود جميل يربطنا بواحة تلك المشاعر التي مازال عطر شذاها تتنسمه صدورنا .........
تبقى خيوط مشاعر دفينة داخلنا تنسج عشاً لهذا الكائن اللقيط الذي كان يدعى الحب ........
كثيراً ما أسأل نفسي إلى متى سوف أحتمل جنونك وغيرتك ؟
إلى متى سوف يبقى هذا الشك الدفين الذي يعكر صفو كل شيء جميل يجمع بيننا ؟
إنه يغلق كل الطر ق التي امتدت بين مدن عشقنا .........
يذبح كل طيور الحب قربانا لنيران الشك والغيرة ........
لقد عرفت الآن معنى الضعف الإنساني حينما وقفت عاجزاً عن الدفاع عن ذلك الحب ، اكتشفت أن ذلك الحب هو من كان يمنحني قوة تحيل المستحيل إلى ممكن والحلم إلى واقع .........
إنك تشبهين كثيراً الأحلام الجميلة ......... التي في أحيان كثيرة يجب أن ننساها حتى نستطيع أن نتعايش مع واقع أليم تغيب عنه عيون الشمس وتختفي نسمات الحب خلف سحب دخان حرائق الغضب ..........
بالرغم من أن جنون الحياة كان يجمعنا ، إلا أن الفرق بيننا أن جنوني بعض الوقت ، بينما أنت جنونك كل الوقت ........
لقد أتعبني ذلك الهجر المتعدد ........
تانا قليل الادب وما تربيترت كل الأجنحة التي كنت أحلق بها في سماءك .... .....
لم أعد أحتمل السقوط مجددا .........
قيود شكك لا تنبأ بأني أستطيع الطيران ثانية ..........
أقف على أرض عشقك خالي الوفاض .........
وها هي الأيام تنقلنا من حاضر يتسارع ليصل إلى المستقبل إلى كان وكانت بين عالم من الذكريات .............