تشتكين بأن زوجك أصبحت مشاعره باردة اتجاهك، تعتقدين بأن شعلة حبه له تخبو شيئاً فشيئاً. لا تعرفين ما الذي يجب عليك فعله. تحاولين أحياناً مراضاته وجذب انتباهه بأي طريقة تخطر ببالك، وأحياناً أخرى تتجاهلينه، وفي الحالتين تسوء الأمور أكثر وتكون النتيجة شخصان يتجنب كل منهما الآخر. تريدين من كل قلبك أن تحركي مشاعر زوجك من جديد. الحقيقة هي أن زوجك ما يزال يحبك لأن زواجكما أصلاً لم يكن لولا مشاعر الحب الأصيلة بينكما، ولكن الضغوط التي يتعرض لها زوجك في كل يوم تخنق هذا الحب. لذلك سوف نعرض لك قائمة من الأسباب المحتملة لكون زوجك لم يعد يحبك مثل الأول ونصائح كي تحلي المشكلة.
السبب الأول: الإهمال. هذا أكثر سبب وارد. نعيش كلنا حياة روتينية. كلنا عاملات (العمل في البيت هو عمل أيضاً). نعتني بأولادنا، وربما بآبائنا. نحاول أن نوفق بين كل الواجبات وما أكثرها! هذا أمر واقع. ولكن غالباً ما يكون الزواج هو آخر مسؤولياتنا، هو الشيء الذي نلقيه وراء ظهرنا ولا نكترث به.
الزوج يعيش معك ويرى كثرة الواجبات الملزمة بالقيام بها. هو يعرف بأنك ستعطيه وقتاً إضافياً إن استطعت. ولكنه يعرف أيضاً كيف يكون الوقت ممتعاً معك. هو يتذكر الإمرأة المبتسمة دوماً التي لم تكن تبخل عليه بأي وقت تقضيه معه، ويتذكر كيف كان مركز اهتمامها الرئيسي. كيف كانت تنصت لكل كلمة يقولها وتشعره بأنه أهم رجل في الكون. إنه يرى التناقض والتباين بينك الآن وبين ما كنت عليه في أول علاقتكما. الرجال غالباً لا يعرفون إيجاد الحلول وخصوصاً فيما يتعلق بالعواطف، لذلك كل ما يفعله هو أن يشعر بالاستياء والإحباط لما يحدث فتبرد مشاعره نحوك ويبتعد عنك. الحل هنا يكمن في أن يتعامل كل منكما مع الوقت بحكمة وفعالية أكثر. خصصا وقتاً قليلاً ولكن بنوعية جيدة. ابحثا معاً أين يمكنكما أن تقضيا وقتاً قليلاً ولكنه مليء بالمرح والمتعة، المعادلة بسيطة وأساسية: الوقت يساوي النوعية. وعندها ستجدان بأن الحب قد عاد من جديد.
السبب الثاني: الطريقة التي يشعر بها حول نفسه تغيرت. لا يشعر الرجل بكم كبير من الثقة بالنفس مثلما يشعر عندما يكون واقعاً في الحب. عندما ينظر إليه شخص ما بعيون الإعجاب، يستمع له طويلاً ولكل كلمة يقولها فإنه يمتلك ثقة كبيرة بنفسه. والآن عندما بدأ انتباهك واهتمامه به يتغير، يستغرب بمَ أخطأ، ويشعر بأن جاذبيته بدأت تخبو وهذا يؤثر على ثقته بنفسه، ويصبح تأثيرالضغوط التي يواجهها والتي لا دخل لك بها (عمله، مشاكل عائلته، مشاكل الصحة والمال...) أكبر لأنه يشعر بأن كل شيء سلبي وسيء ولا شيء يسير معه بشكل صحيح.هذا الأمر قاس عليك لأن العوامل الخارجية التي تحبطه هي خارج سيطرتك وأنت بهذا الأمر لم ترتكبي أي خطأ.
أفضل شيء تقومين به هنا هو أن تتذكري الأشياء التي كانت تفرح شريكك وتحسّن مزاجه عندما كنتما تتواعدان قبل الزواج. لقد اعتاد أن يراك الضوء الذي ينير أيامه السوداء. عليك أن تسمحي له بأن يراك بهذه الطريقة مرة ثانية.
السبب الثالث: إنه يقارن علاقتكما بأخرى. في أغلب الأحيان عندما يكون زوجك صديقاً أو زميلاً لشخص ما متزوج حديثاً، فإنه يرى بأن كل شيء مع زميله يسير بأحسن حال، ناجح في عمله وزوجته جذابة وسعيد في زواجه أو بمعنى آخر يطير من الفرح! ما يحدث أن أغلب الأزواج الناضجين سوف يشاهدون ذلك ويعتقدون بأنهم فشلوا بشكل أو بآخر، وفي الحقيقة إنه شعور محبط للرجل وللمرأة أيضاً التي تشاهد ذلك. وهذا النوع من الشعور ينعكس على كل جوانب الحياة فتبدو الأمور سوداوية أكثر من حقيقتها (تماماً كما يحدث عندما تضعف ثقة الرجل بنفسه).
يجب التعامل مع هذا السبب باتباع طريقتين معاً:
أولاً، امنحي علاقتكما مزيداً من الإثارة. ولكن عليك ألا تقومي بذلك بطريقة مصطنعة بل احرصي على أن يبدو ذلك طبيعياً وغير مزيفاً، فالرجال عموماً يحسون بالفرق حالاً ويشعرون بالإهانة إذا كنت تتبعين أسلوب الإثارة المزيف. انتبهي لذلك جيداً.
ثانياً، تفهمي شعور زوجك هذا. انتظري وامنحيه الوقت حتى يكتشف بنفسه الصورة على حقيقتها، فلا زواج كامل مهما كانت الصورة التي يوحيها. انتظري وقدمي له كل الدعم والإهتمام. عزيزتي: زوجك ما زال يحبك ولكنه لم يعد يحب علاقتكما...