رسائِلُهَا التي وصَلَتْ ..

لنفترقـ // ..


قولوا لها أن الرسالة قد أتت
والقلب من فرط القراءة يا حبيبة قد صمت
وبإن أوجاعي تثور بلوعة
والعمر والأنفاس دونك مزقت

قولوا لها
قولوا لها أن المحاجر قد بكت
حين ابتذلت الحزن موجوعا
وحين تألمت
وبإنها أعماق نفسي
بإبتذال للنهاية
قد دنت

قولوا لها أن الرسالة قد أتت
وبإنني مازلت أقرأ في الرسالة
مازلت أجهل فحوها
مازلت حقا لا أصدق ما قرأت وما كتب
قولوا لها أني بكيت وأن دمعي قد سكب
مازلت أسمع صوتها
يا مهجتي
يا دنيتي
اليوم أرحل إنما
( لا لم تكن أنت السبب )

قدر علينا يا حبيبيَ ذا الفراق
ومقدر أن لا نكون على اتفاق
أن لا نكون سوية
أن ليس يجمعنا مكان للعناق
أن نرسم الوجع الموشى بالرحيل
وجعا ..
فيغمرنا وينبثق انبثاق
أن لا نعيش لبسمةٍ
أن لا نفكر في البقاء سوية
لا بأس أن نفنى ونحترق احتراق
لنمزق الذكرى
ونحيا ما تبقى في شقاق

قولوا لها
أني اشتممت العطر في ورق الرسالة
ثم احتضنت العطر والأوراق
كالمجنون ..
أبحث عن صدى صوت إليكِ
خلت تحمله الرسالة
فلتخبروها أن أعماق الكوامن فتت
وبإنني من دونها
ولبعدها ..
أصبحت أشعر بالقنوط وبالملالة
وبإنني مازلت أبحث عن ممات
كي أسافر عن شذى صمتي
ويحرقني الأسى حباً
فيزداد اشتعاله
لم يخبروك بما فعلتُ بعالمي
أوما فعلت بمهجتي
وبإنني أقسمت أن اقضي حياتي
في شرود في عزاله
ماذا سيُـبكيني ؟
وقد أدمنت أوجاعي وأحزاني
وبات القلب منهوك
بأقسى ما حوى الحزن احتماله

لو تنصتين للوعتي
ولمحنتي
ما كنت قد سافرتِ
أو أعلنت أن الحب أعلن رحلة
يعني بإن الحب مقتول
وها قد شارف اللحظة زواله
لو تنظرين حدائقي
كيف استفاقت يحتويها الذعر
فأرتجفت وخافت
ثم مات الحب مذ قتلوا جماله
آهٍ وظل القلب مهموما
وموجوعا
ومحروقا
وقد آذاه هذا الصمت
والأحزان تسكن في خياله

لو كنتِ دارية
بإن رسائلي ذبلت
وأقلامي الجميلة كسرت
وبإنني مازلت معتكفا
أقلب بإفتجاع ما قرأتُ
وما شممتُ
وما كتبتِ
على الرسالة

قولوا لها
أني يمزقني الوجع
أن الذي كتبته أضناني
وأشقاني
وأبكاني
وبعض من فؤادي قد نزع
وبأن صوت الحزن
أشجاني
وأعياني
ومزق مهجتي وجعا
وصوت البعد مشنوق
كصوتك فأرتفع

لو تعلمين بإن أصداء البكاء
وشاطئ الذكرى
وميناء انتظارك قد وقع
هل أخبروك بحق حبيَ من أنا ؟
حين احتوى بوحي
وحين تألمت روحي
وأنشد خافقي أهلا ورحب بالوجع
منذ انحنيت مقبلا
ومعانقا
ومرتلا
ومصاحبا
للحرف في تلك الرسالة فأنصدع

أيجوز يا محبوبتي ؟
أن لا نكون لبعضنا
ونشيع أن الوقت مزق حبنا
وبإن وجدان المحبة قد قـُطع
وبإنني صادقت كل حمامة
كانت تحلق في السماء
وكنت أسأل كل أفلاك الفضاء
إذا رأوك
وكنت أحزن حينما لا يذكرونك
ثم يسكنني الجزع
يا من حضورك لا يقاس
حبيبتي أبدا
ولا شمس يليه ولا قمر
أين اختفيتِ والفؤاد
إذا رآك بقربه
شغفا تساقط بإبتهالات خشع

أتراك قد سافرت
حاملة بجنبيك ابتسامه ؟
وتركت قلبي يحتسي في ظل بعدك
لوعة تغري ألامه
هيا أخبريني عن غيابك
أم أن قلبك بالمحبة قد خدع ؟
أواه لو أني استطعت إلى الدخول
كنسمة في جانحيك
ورأيت إن قد كان لي بين الحنايا متسع
يا من أحبها بإتحاد فصائلي
وأتوقها عشقا بكل عواملي
إني وضعتك بإختلاف
فوق أبعد مرتفع
من أجل أن تبقين أنت حبيبتي
ولكي تكوني في الوجود أميرتي
فأنا أريد بكل صدق ان أجرد ذا الوجع
كوني بقربي إنني في حاجة
لنقاء انثى
لهدوء أنثى
تستطيع بهمسة
وبلحظة
أن تستبيح الآه يقتلها / .... //

قولوا لها ان المكان محاصر بالذكريات
أن البكاء لفقدها .. يبكي
والصوت حين يجيئها يشكي
وكأنما نزلت عليه النائبات
وجميع أقلامي
وكل قصائدي
تنعى وتبكي
لإفتقاد الحب قيد تأملات
وكأنما عصف الخريف بلونه
وتقشف الوقت الذي قد كان يجمعنا
ويرمز للنقاء مع الحياة
إن النقاء ملوث
بروائح الحزن الأليم
ورغبة محمومة
مازال يجرفها الحنين
وأنا على بوابة الأيام
أكتب بإختصار
أن قلبي لم يزل يوما يحبك
وأنا لوحدي هاهنا
أتشظى من فيض الغياب بصوت ذنبك
وامتطي سحب الرحيل
أفتش عن حنايا
لا يكون بها إلاك أنت
ثم أرجع حاملا صمتي وصمتك
حاملا صمتي
وصمتك ..

/
/

قولوا لها
اني سيقتلني الضجر
أني إذا اشتاقها
أسترجع الذكرى وأحلم بالسمر
قولوا لها
أني يحطمني القدر
إن جئت أطلب قربها
أتوسل الأيام
كي تفضي بها
وأمارس اللغة التي تدعو
فيغرقها المطر
قولوا لها
أن الفؤاد محطم
والروح من فرط التألم
و المواجع تستعر
قولوا لها
أني سيهلكني الأرق
أني يتيم في الغياب
ألم يسيجه المصاب
أني أموت وأحترق
قولوا لها
أني كتبت الحزن
يحمله الورق
وجعلته نبضا من الذكرى
يطوقه الغرق
قولوا لها
أني نطقت وكل صمتيَ قد نطق
أني مللت تصبري
والصبر أجهش فاختنق
قولوا لها
أن الغياب ..
بلون حزنه قد خفق
وبأن أحلام المساء تمزقت
وبكى الفؤاد تألما
وشكى التألم مذ نطق
قولوا لها
أني كتبت قصائدا محمومة
تشكو فأرهقها الغياب
أني نسجت لواعجا
تبكي فأمطرها السحاب
أني بنيت معابداً
للعشق حطمها المصاب
أني كتبتك بسمة
أنثى فحاق بنا العذاب
قولوا لها
أني أتوه إذا نظرت بمقلتيها
وأتوق مشغوفا
فيحملني الحنين
ويرسمني اللقاء بلوعتي
عشقا إليها
متوشحا بالذكريات
ومحملا بالأمنيات
لكنما تعبت خطاي
من التقلب في يديها
قولوا لها
أني أحبها للجنون
أني أتوق لقلبها
أني لعينيها ستسرقني السنون
أني سأخلص عشقها
أبدا ولن أحدو طريقا
غيرها
أنا لا أتوق
إلا لقلبها والعيون
قولوا لها
أني نزعت خواطري
من كل ألوان النساء
وبقيت أحمل صوتها في داخلي
و زرعتها أبدية
وشحتها بالحب ثم الكبرياء
و وصمتها بعواطفي
وزرعت في أجوائها
حبا يقود إلى النقاء
قولوا لها
أني سأبقى للممات أحبها
أبدا ولن أهفو
إلى امرأة تجيء مكانها
أقسمت بالحب الذي في داخلي
أني سأحرص
أن تكون بداخلي
كل الحياة بطولها
قولوا لها
قولوا لها