تعتبر الرشاقة هبة من الله سبحانه وتعالى وهى مطلب طبيعى لكل إنسان يريد أن يكتسب الإحساس بالصحة والحيوية والثقة بالنفس والرغبة فى التعامل مع المجتمع. وفقدان كل هذه الميزات فى الشخص البدين يكون له بالقطع من الآثار السلبية على الحالة النفسية والعضوية والعلمية الكثير.
والبدانة هى تراكم كميات زائدة من الدهون فى الجسم حيث أن لكل شخص منا مخزون طبيعى من الدهون، وتقدر هذه النسبة بحوالى 20% من وزن جسم الرجل وحوالى 30% من وزن جسم المرأة. فإذا زادت نسبة الدهون المخزونة عن هذه النسب أصيب الأنسان بالسمنة.
وللسمنة درجات يتم التعرف عليها بواسطة الطبيب المختص من خلال قياس وزن الشخص وطوله ثم من خلال جداول خاصة يتم تحديد الوزن المثالى لهذا الشخص وبالتبعية معرفة درجة السمنة عنده. وتحدث السمنة كنتيجة لحالة من عدم التوازن بين نظام التغذية من حيث الإفراط فى تناول الطعام ودرجة استهلاك الطاقة بحسب درجة النشاط حيث تزيد السمنة مع زيادة معدلات الأكل فى مقابل نقص درجة النشاط مما يؤدى إلى زيادة فى السعرات الحرارية المكتسبة مع زيادة مقابلة فى مخزون الشحوم بالجسم :
إفراط فى تناول تناول الطعام + قلة استهلاك الطاقة = بدانة.
وللبدانة عوامل كثيرة مؤثرة منها عوامل وراثية وعوامل مكتسبة وهى تحدث نتيجة لتجمع عدة عوامل فى وقت واحد مما يساعد على الزيادة فى اكتساب الوزن.
ويمكن تلخيص أسباب السمنة فيما يلى:
* العامل الوراثى
* تغيير عادات الأكل
* سمنة ما بعد الولادة
* المشاكل الهرمونية
* التوقف عن الرياضة
* مشاكل الدورة الدموية
* سن اليأس
* الضغوطات والأحباطات النفسية
* الأقلاع عن التدخين
الآثار السلبية ومضاعافات السمنة الزائدة
* أرتفاع نسبة السكر
* أرتفاع نسبة الدهون بالدم
* تصلب الشرايين وضعف عضلة القلب
* أرتفاع معدل حمض البوليك فى الدم
* أرتفاع ضغط الدم
* مشاكل التنفس
* مشاكل فى الأنسجة الدماغية
* إضرابات هرمونية
* أرتفاع نسبة الدهون بالكبد
* آلام روماتزمية بالجسم
* علاقة السمنة بالسرطان
أشكال السمنة:
يمكن تقسيم السمنة بحسب توزيعها فى الجسم إلى سمنة عامة وسمنة موضيعية.
السمنة العامة: هى نتاج تجمع الدهون فى مختلف مناطق الجسم الظاهرية والداخلية مما ينتج عنه عدم تناسق عام فى الشكل مع زيادة مضطردة فى الوزن.
السمنة الموضعية: هى تجمعات محددة للدهون فى مناطق معينة بالجسم تختلف بإختلاف العرق والجنس والعوامل البيئية والوراثية. ومن الأماكن المشهورة فى المرأة الأرداف وأعلى منطقة الفخذ وأسفل البطن أما فى الرجال فهى فى منطقة الصدر وأعلى البطن وأسفل الظهر.
وسائل تجنب حدوث السمنة
يمكن تجنب حدوث السمنة من خلال أحداث حالة من التوازن بين نظام التغذية ومعدلات الأكل وبين معدلات النشاط. ويأتى هذا من خلال أتباع تعليمات محددة للنظم الغذائية مع المحافظة على معدلات ثابتة من النشاط والحركة.
طـرق الـعــلاج :
يختلف تناول طرق العلاج تبعاً لعدة عوامل منها درجة السمنة ونوعية نشاط المريض ومدى استيعابه واستجابته لطرق العلاج المختلفة يضاف إلى هذا بالطبع الإرادة والرغبة فى تحقيق الهدف من وراء العلاج وهو الوصول إلى درجة مقبولة أو مثالية من الرشاقة تحقق طموحاته.
ويمكن تلخيص هذه الطرق فى ما يلى :
الحميات الغذائية: وهى تعتمد على إمداد الجسم بالسعرات الحرارية التى تساعده على فقدان الوزن بصورة آمنة عن طريق برامج غذائية لتقليل كمية الطاقة الداخلة إلى الجسم بدون معاناة أو جوع. وفى هذا الأطار يمكن إضافة بعض العقاقير مع مزاولة بعض التمارين الرياضية الخاصة لإزالة الترهلات الموجودة بالجسم وهذا يساعد على التخلص من الوزن عن طريق زيادة الطاقة الخارجة من الجسم.
عمليات ربط وتحزيم المعدة: وهى عمليات تجرى فى حالات السمنة الزائدة مع عدم جدوى الحميات الغذائية أو فى حالة السمنة المفرطة، وهى عمليات تجرى باستخدام منظار البطن لوضع حزام حول المعدة لتصغير الحجم الفعال من المعدة لإستيعاب كميات أقل من الطعام، وهى عمليات آمنة وفعالة إذا تم إجراؤها بعد التحضير الكافى للمريض مع استخدام أحدث التقنيات الجراحية.
عمليات أعادة تنسيق الجسم: وهى عمليات التجميل التى تجرى إما فى حالات السمنة الموضعية أو لمن كانوا يعانون من سمنة مفرطة، ويتم تحقيق الوزن المثالى، إما من خلال عملية تحزيم أو ربط المعدة ويمكن تقسيم عمليات إعادة نتنسيق الجسم إلى :
1 - أساليب تحفظية : وهى الوسائل غير الجراحية التى تستخدم كوسيلة لعلاج التجمعات الدهنية البسيطة أو كوسيلة مساعدة للجراحة إما للتحضير قبل عمليات شفط الدهون أو كمكمل لما بعد شفط الدهون. وهذه الوسائل تشمل:
علاج ترهلات الجلد (السيللوليت) بجهاز الأندرومولوجى ( L P G ) ويتضمن جلسات مساج للجسم لأعادة توزيع الشحوم السطحية تحت الجلد.
جلسات تكسير الشحوم بجهاز ال (G5) لتكسير تكتل الشحوم فى الأماكن الصعبة كالأرداف وجوانب الفخذين.
الحقن المذيبة للشحوم ( ميزوثيرابى ) حيث يتم حقن مواد خاصة مذيبة للشجوم فى الأماكن المراد إزالة الشحوم بها.
2 - عمليات شفط الدهون : ويتم إجراؤها لأماكن التجمعات الدهنية فى حالة عدم وجود ترهلات بالجلد أو مع وجود ترهلات بسيطة فى حدود ما يسمح للجلد باستبعادة مرونته لإعادة الوضع الطبيعى بعد عمليات الشفط.
3 - عمليات شفط الدهون مع شد الجلد : ويتم إجراؤها لأماكن التجمعات الدهنية مع وجود ترهلات بالجلد. وهى تشمل عمليات شد البطن والفخذ والذراع ورفع الصدر. وتتم من خلال فتحات يتم إختيارها بعناية شديدة بحيث لا تترك أثاراً ظاهرية واضحة.
الآثار السلبية للوسائل الجراحية لعلاج السمنة :
بالنظر إلى الآثار السلبية المرضية التى يمكن أن تضر مريض السمنة فإنه لا يمكن مقارنتها على الأطلاق بما يمكن تحقيقه من خلال العلاج الجراحى للسمنة إما فى صورة عمليات تحزيم المعدة أو عمليات إعادة تناسق الجسم وكلاهما مكمل للآخر بحيث يمكن الوصول إلى وزن مثالى مع تناسق بالجسم للحصول على الرشاقة المطلوبة.
ماذا بعد العلاج :
لا يقتصر علاج السمنة على الإجراء الجراحى الذى يتم إتخاذه فقط ولكنه يعتبر برنامجاً متكاملاً لتحقيق الهدف النهائى مع الحفاظ على ما تم تحقيقه وذلك من خلال التنسيق بين الطبيب الجراح واستشارى التغذية فى وضع البرنامج المناسب قبل وبعد الإجراء الجراحى مع المتابعة الجيدة للتأكد من وصول الهدف المنشود.