أتعبتها ثرثرة النساء..!!
بدأ قصي خولي شاباً موهوباً.. وبعد فترة قياسية تحول إلى أحد نجوم الشاشة السورية.. هذه النقلة السريعة التي حققها الفنان الشاب، لم تكن محض الصدفة بل هي نتيجة لاشتغاله على موهبته وصقله المستمر لها..
قصي خولي الذي أدى أدواراً صعبة بإتقان لافت راح يتنقل من نجاح إلى آخر في مسيرة فنية صاعدة عبرت عن تميزه وقدرته الدائمة على التجديد و العطاء..
"بلدنا" التقت الفنان قصي خولي وكان لها معه هذا الحوار:
¶ شاركتَ في العديد من أعمال البيئة الدمشقية، كيف تنظر إلى هذه الأعمال؟
بإمكاننا تسميتها "موضة" فالجمهور يطلب هذه الأعمال لأنها قريبة من روحه، وتذكِّره بقيم وعادات شامية فُقِدَت بفعل سرعة العصر، بالإضافة إلى أنَّ بعض الجمهور يحبُّ مشاهدة بعض العادات التي أنا شخصياً ضدها، فبعض الأعمال تمرِّر تقاليد بالية، مثل ثرثرة النساء، أو مظاهر سيطرة الرجل على المرأة.
لكن هذا لايعني أنني ضد تكرار الأعمال الشامية، لكني ضد أن تُقدِّم هذه الأعمال فقط ما يريده الجمهور على حساب جوهر الحياة الدمشقية، فبعض الأعمال تناست الثوار، ودور المرأة الدمشقية في الاستقلال.
¶ هل يوجد جفاء بينك وبين الكوميديا؟
نعم، فقد ابتعدت مؤخراً عن الكوميديا على الرغم من أنني أعشق هذا الفن، لأنَّ الكوميديا أصبحت تعاني من عدة أزمات إنتاجية وإخراجية، وأيضاً أزمة نص.
ومن المؤسف أنه على الرغم من أهمية وصعوبة هذا الفن، إلا أنَّ البعض يتعامل معه من منطلق التهريج والاستخفاف، كما أنه غدا عدوى؛ فـ"الكركترات" مقلَّدة ومكرَّرة.
يمكننا القول "بقعة ضوء" أكثر عمل كوميدي ناجح لأنه قدَّم مختلف أنواع الكوميديا بأسلوب راقٍ.
¶ كانت مشاركتك صغيرة جداً في بقعة ضوء 2008.. لماذا؟
صحيح شاركتُ في لوحة واحدة فقط، لأنني كنتُ مشغولا كثيراً، حيث كنت أصوِّر في أكثر من عمل.
¶ ماذا يعني لك دور "سامر" في مسلسل "غزلان في غابة الذئاب"؟
لا أعرف ما سرّ اسم "سامر" في رحلتي الفنية، فقد أدَّيت 3 أدوار كان اسمي فيها "سامر"، وكلها صنعت نجاحاً باهراً؛ ففي البداية قدَّمت "سامر" في مسلسل "عائلتي وأنا"، ثم "سامر" في مسلسل "أبناء القهر"، وأخيراً "سامر" في "غزلان في غابة الذئاب".
لكن "سامر" الأخير كان "أبو سمرة على كيفك" فقد كان من أجمل الشخصيات التي لعبتها وأتمنَّى أن أكرِّرها كلَّ عام.
¶ ألم تتخوَّف من أداء دور سلبي؟
لا.. إطلاقاً، فأنا ممثل ومهنتي تتطلَّب أداء مختلف الأدوار، لكن ما أخافني هو ألا ينجح العمل.
¶معظم الممثلين الذي تحوَّلوا إلى الإخراج تركوا التمثيل، هل ستسير أنت على دربهم؟
لا أعتقد، بالنسبة إلي الإخراج مهم وأحبُّه جداً، لكن التمثيل هو الأساس.
¶ماسبب إقلالك في الأعمال التاريخية؟
عندما تخرَّجت في المعهد، كنت عازماً على أن أقدِّم فقط أعمالا تاريخية، لكن على أرض الواقع لم أجد نفسي في الأعمال التاريخية، كانت لي تجربة صغيرة في مسلسل "الزير السالم" رغم أهمية العمل وكل من شارك فيه، لكنني لم أكن مسروراً بما قدَّمته.. قد أقدِّم في المستقبل عملا تاريخياً إذا شعرت بأنه يناسبني.
¶معظم الممثلين الذي تحوَّلوا إلى الإخراج تركوا التمثيل، هل ستسير أنت على دربهم؟
لا أعتقد، بالنسبة إلي الإخراج مهم وأحبُّه جداً، لكن التمثيل هو الأساس.
¶هل سنشاهدك على الشاشة المصرية؟
أنا حالياً أفضِّل الأعمال السورية لأنها أهم نصاً وإخراجاً، ولا أشعر بأنَّ مصر تقدِّم فرصاً أفضل من الأعمال السورية.
اعتذرت عن مجموعة عروض مصرية، كان آخرها عمل عنوانه "الليل"، لأنَّ ظروفي لم تكن تسمح لي، وهو عمل رائع يضمُّ مجموعة كبيرة من أهم الممثلين العرب أتمنى لهم التوفيق.
¶ هل ستكرر تجربة تقديم البرامج بعدما شاهدناك مقدماً على الفضائية السورية؟
على الرغم من كثرة أخطاء هذه التجربة إلا أنني أحترمها كثيراًلأنها تميزت بعدة أمور إيجابية وقد استفدت منها كثيراً واستمتعت بها.
وأنا لا أمانع إطلاقاً من تكرار هذه التجربة شرط توافر ظروف إنتاجية أهم وتحضير أكثر، وأنا مستعد للعمل دائماً مع التلفزيون السوري لأنني مجبر على ذلك مجبر بدافع المحبة لكني أطالب بظروف أفضل.
¶ كيف تقيِّم الأعمال الدرامية التي قدمت في 2008؟
هي الأجود، ولاتزال بألقها، لكنها رغم ذلك تمرُّ بمرحلة خطرة بسبب الدخلاء الذين يستسهلون العمل، وكونها أهم الصناعات السورية، يجب أن نكون دقيقين جداً خلال التعامل معها.
النقابة أصدرت مجموعة قوانين لتنظيم عملية الإنتاج، وأنا مع هذه القوانين التي على الأقل تضمن الحدَّ من الأداء الفني.
¶ ما الهدف من سفرك إلى الولايات المتحدة؟
كنت بحاجة إلى إجازة تريحني من ضغوط العمل، واخترت الولايات المتحدة لأنَّ العديد من أصدقائي مقيمون هناك.
بشكل عام كانت رحلتي القصيرة إلى الولايات المتحدة مثمرة على كافة الأصعدة، خاصة أنني تعرَّفت إلى الجالية العربية والسورية المقيمة هناك، حيث أقامت لي هذه الجالية الرائعة عدة تكريمات، كان منها تكريم النادي السوري بالتعاون مع مجموعة صحف عربية تصدر في الولايات المتحدة، وكان التكريم بشكل خاص على مسلسل "أهل الراية".
¶ سمعنا أنك بدأت بمشاريع فنية عالمية؟
لاأستطيع الكلام عن مشاريع عالمية حتى الآن، لأنها ليست أكيدة ولا واضحة المعالم، لكن هناك احتمالا بأن أشارك في فيلم وفي مسلسل أمريكي.
¶ ما هي مشاريعك لموسم 2009؟
الجزء الثاني من "أهل الراية" مع المخرج علاء الدين كوكش، والجزء الثالث من "أهل الغرام" إخراج الليث حجو، وأقرأ حالياً نصَّاً عنوانه "الأشوش"، وأفكِّر بشكل جدي في البدء بالفيلم الذي كتبته.
¶افتقدناك في حفل أدونيا 2008؟
حزنتُ جداً لأنَّ ظروفي لم تسمح لي حضور الحفل، خاصة أنَّ الحفل الأخير كان شديد التميُّز.
وجائزة "أدونيا" حقَّقت شيئاً مهماً جداً على صعيد الدراما السورية، وهي بمثابة كلمة شكر على الجهد الذي يبذله العاملون في الدراما ، وهي حدث ينتظره الجميع داخل سورية، وخارجها، وأتوقَّع أن يكون حفل "أدونيا" في المستقبل حفلاً عالمياً، لأنَّ هذه الجائزة تستحقُّ ذلك، ولأنها مشغولة بإتقان.
¶ العديد من أبناء جيلك خاضوا تجربة الممثل المخرج، ماذا عنك؟
لدي مشروع إخراج منذ عامين وقد بدأت به، لكنه توقَّف لعدة أسباب، كتبت مؤخراً فيلماً اجتماعياً طويلا، ومن المقرَّر أن أخرجه.
فأنا لست ضد أن يقوم ممثل بالإخراج، لأنَّ الإخراج لا ينفصل عن التمثيل أو عن الكتابة، والممثل يملك تصوُّراً إخراجياً معيناً وحساً فنياً عالياً وراقياً، ما يجعله قادراً على تقديم رؤية إخراجية جديدة ورائعة، وقد أثبتت التجربة أنَّ الممثل السوري هو مِن أقوى عناصر نجاح العمل الدرامي السوري، رغم أهمية العناصر الفنية الأخرى.
أهم الأعمال التي شارك فيها:
في التلفزيون:
عائلتي وأنا - أبناء القهر - قلة ذوق وكترة غلبة -سر الكنز - حكايا الناس - بقعة ضوء - أشواك ناعمة - خمسة وخميسة - خلف القضبان - قصصنا - أحلام كبيرة - عصر الجنون - غزلان في غابة الذئاب- الحصرم الشامي- أهل الراية - أهل الغرام - فنجان الدم- الزير السالم - يوم ممطر آخر.
في المسرح:
انا قليل الادب وما تربيتور - مدينة الخراب - الدبلوماسيون - الرهان (كاليغولا )
في السينما:
رؤى حالمة - العشاق - سيناريو ( من تأليف واخراج قصي خولي )
قصي خولي بدأ حديثه معنا بقوله: لم أشعر بأهمية كلمة "بلدنا" إلا مؤخَّراً، عندما سافرت فترة خارج البلاد"، وعندما سألناه عن أحواله، أجاب "خولي" بأسلوب مختلف: "أنا مشتاق لبلدنا "سورية" ولبلدنا "الجريدة"... وأنا سعيد بلقائي مع جريدة "بلدنا" لأنَّ هذه الكلمة تعني لي الكثير، وتجعلني أشعر بالشوق الكبير الذي أكنُّه لبلدنا سورية..
الرئيسية
مركز التحميل
