تحت سقف واحد
كان يستلقيان على السرير يدير احدهما ظهره
للأخر.......المسافة بينهما للناظر لا تتجاوز
الاشبار.......لكنها كما يحسان هما بها تتجاوز
الاميال......كان فكرها شاردا لا تستطيع منع نفسها من
التفكير بمن تحب تتخيله قادم صوبها...فترتمي بين أحضانه
وتمطره بالقبلات.....كانت تحس أنفاسه وهو في بلد
آخر...لكنها لاتحس انفاس زوجها المستلقي بجانبها على
السرير....هو الآخر كان لا يحس بوجودها فحورية البحر
تتراقص في مخيلته يحضنها تارة ويقبلها اخرى كان يتخيل
كيف سيكون لقاؤه بمحبوبته ويحضر ماسيهمس لها به من
كلمات........
مضى على زواجهما سنوات ولهما نصف دزينة من
الاولاد.....أخذتهما دوامة الحياة ...وأطفأت رياح السنين
جذوة الحب في قلبيهما......
في نفس اللحظة توقف الاثنان عن السفر في عالم
الخيال...عادا بلا موعد لأول لقاء بينهما في الجامعة
وكيف احس كلاهما بالاعجاب بالآخر...كانت قصة حبهما
مضرب للأمثال...ومنار لكل المحبين ...مالذي جرى وأين
ذاك الحب........لم أضحى كل منهما يسرح بخياله مع حبيب
آخر........يتمنى احضانه..لماذا لم يعد حضن من معه تحت
سقف واحد يشعره بالدفء ويملؤه بالنشوة لماذا.......
عادا مرة اخرى الى الوراء بضع سنوات تذكرا ليلة العرس
كانت احلى ليلة لعاشقين توجا قصة حبهما
بالزواج .......موسيقى هادئة وضوء شموع...وهمسات
تحمل معاني الشوق ويغلفها الخجل..........كانت ليلة
العمر...وشهر العسل لديهما كان لسنوات فمالذي
حدث.........
في لحظة واحدة استدار الأثنان ألتقت نظراتهما أحس بانها
أجمل من الحورية التي يحلم بلقائها وأحست هي بأنه الرجل
الوحيد الذي يستحق حبها ......أقتربا من بعضهما
البعض.....وكانت بداية لشهر عسل جديد.......فلن تسرح
بخيالها ولن يفعل..... فالمسافة بينهما لم تعد كبيرة بل لم
تعد هنالك مسافة اصلا فهما معا على سرير واحد وتحت
سقف واحد