<table cellSpacing=3 cellPadding=3 width=100 align=left border=0><tr><td>
</TD></TR>
<tr><td>ديكور يمنح الدفء في الشتاء والانتعاش في الصيف</TD></TR></TABLE>
كتل خشبية تحترق في كوة بأحد أركان الغرفة، تستعر النار فيها فيتمازج صوت الاحتراق بالحرارة المنبعثة منها، ولتكون مع جلسة السمر حولها حالة من الوجد المصحوب بذكريات الأهل والأحبة في لقطة كادت أن تختفي من بيوتنا العربية التي أصبح ساكنوها مشغولين بسباق الحياة واللهاث وراءها.
وعلى الرغم من اعتماد العديد منا على وسائل أخرى في التدفئة، إلا أن المدفأة تبقى جزءاً من ديكور عدد لا يستهان به من المنازل، التي تحرص على وجودها به حتى ولو من باب الديكور وتزيين المكان، على اختلاف مواد صنعها ما بين الحجر أو المعدن أو الخشب.
ترتبط المدفأة في تاريخ السجلات البشرية، الى جانب وظيفة بعث الحرارة في أيام البرد القارس، بمهمة تسخين الطعام وإعداده، ومكان تناوله أيضاً في ليالي الصقيع، وهو ما جعل بدايتها تكون ضخمة بعض الشيء، الأمر الذي انعانا قليل الادب وما تربيت على أشكالها. أما اليوم ومع تنوع ثقافات الشعوب وحجم المنازل وأذواق كل فئة، فقد تقلص حجمها وتنوعت الأشكال التي تقدم بها في ديكور المنازل بما يتناسب وطبيعة أثاثه وألوانه وميول اصحابه.
ومع التخلي عن وظائفها الخاصة بالتدفئة وإعداد الطعام وتسخينه لصالح التكييفات الكهربائية والمايكرويف وأفران الغاز، بات العنصر المهم فيها هو الشكل والطراز، بعبارة أخرى العنصر الجمالي.
ومن هنا بدأ مصممو الديكور يبدعون في تصاميمها، آخذين بعين الاعتبار الغرض منها، والحاجة النفسية التي يبتغيها كل منا من وجودها ضمن ديكور البيت. ووصل الحد بالبعض إلى تصميم جزء من البيت بشكل يستوعب مدفأة يضع بها أخشاباً صناعية تعمل بالكهرباء، حتى تشع ضوءاً تماما كما لو كانت خشبا يحترق. مجرد الحصول على تلك الصورة التي يحتفظ بها في ذاكرته وتثير بداخله مشاعر ملتهبة، خصوصا في الامسيات الحميمة.
مصمم الديكور المهندس تامر خليل، أكد انه على الرغم من التنوع الذي يشهده عالم تصميم المدفأة حاليا، الا أنها تنحصر في نحو ثلاث نوعيات يتعامل معها المصممون، وهي المخصصة للزوايا، والمركزية التي توضع في وسط المكان، والجدارية. وأيا كانت طريقة عمل المدفأة، سواء كانت بالغاز أو الكهرباء أو بالإشعال كما كان في الماضي، فإن كافة التصميمات تتشارك في أنها تمنح الكثير من الجمال لأي مكان توضع به، على شرط الاستغلال الذكي للمساحات الداخلية للمنزل.
ويضيف تامر:«علينا أن ندرك أن اختيار المادة التي تصنع منها المدفأة يتحدد بطبيعة الأثاث وطراز الغرفة. فاذا كان الأثاث حديثا تغلب عليه الخامات المعدنية الممزوجة بالجلد، فإن المدفأة المصنعة من المعدن الميتالك الفضي تكون هي المناسبة».
ويتابع:«ونحرص أن يغلب عليها التصميم الحديث ومن الممكن أن يتم وضعها في وسط الغرفة وأن تكون محمولة بواسطة أسلاك معدنية ترتبط بسقف الغرفة. أما إذا كان الاثاث ذا طبيعة كلاسيكية فستكون المدفأة التقليدية هي الأنسب، بحيث تكون في أحد جدران الغرفة ويفضل بناؤها باستخدام الطوب الحراري ذي اللون الداكن. هناك أيضاً المدفأة الخشبية التي تناسب ديكور المكتبة وغرف النوم لما تمنحه من إحساس بالدفء والخصوصية على حد سواء».
يذكر أن فترة السبعينات من القرن الماضي شهدت ثورة في عالم تصنيع المدافئ بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة واستخدام خامات دقديقة الصنع مثل مادة «فيتروسيراميك» التي تشبه الزجاج الى حد بعيد، لكن المهم فيها أنها تتحمل مستويات عالية من درجات الحرارة. ومادة «الفونت» المعدنية التي منحت مصممي الديكور الفرصة لتقديم أشكال متنوعة من تصميمات المدافئ. وكان من الطبيعي ان تواكب هذه الطفرة، طفرة مماثلة من الإانا قليل الادب وما تربيتسوارات التي تزينها وتزيدها بهاء وجمالا، سواء كانت وظيفة المدفأ عملية أو جمالية محضة.
وقد أصبحت الشركات المصنعة لها تحرص على العناية بهذه التفاصيل وتعتبرها جزءا لا يتجزأ من شكلها ووجودها ككل. فهناك، مثلا، عصا تقليب الخشب، كما هناك باب المدفأة المعدني المصنع بالفيروفورجيه وغيره فضلا عن الزخرفة الداخلية لها أو الإطار المحيط بها من الخارج. ليس هذا فقط، بل ان ارتباط المدفأة بالذكريات والحنين الى الماضي، جعلها في غالبية المنازل التي تحرص على وجودها بها، بمثابة ركن الذكريات.
فهي مكان رائع لصور العائلة، وإن كان هذا يتطلب مراعاة أن تتماشى الاطارات الخاصة بالصور مع الخامات المصنوعة منها. ويؤكد مصمم الديكور تامر خليل، ان الديكور المحيط بالمدفأة يجب أن تتوافر به عناصر الراحة والالوان الهادئة المتمازجة مع الجو العام للغرفة والمدفأة على حد سواء. ويضيف ان الكنبات والأرائك المصممة على الطراز الاميركي من أفضل قطع الاثاث للمدفأة، على ان يراعى فيها البساطة وألا تكون مزدحمة، باستثناء السخاء في استعمال الوسائد المصنوعة من المخمل أو ما شابه من خامات.
1 ـ تأكد انك تستعمل الخشب الملائم، أي ان يكون من النوع الذي يحرق بطريقة نظيفة ورحيمة بالبيئة، ولا يترك أثره في شكل رماد في كل مكان من البيت.
2 ـ يفضل ان تكون نسبة الرطوبة فيه اقل من 20%، أما أحسن الأنواع فهما خشب الجوز والبلوط، لصلابتهما وقوتهما، وأسوأها الأنواع الخفيفة مثل خشب الأرز والتنوب.
3 ـ خزن في البيت الكمية التي تحتاجها فقط، لأن شراء كميات كثيرة لا فائدة منها سوى انها تشجع على تكاثر الحشرات. يستحسن أيضا الاحتفاظ بها خارج البيت في مكان عال بعض الشيء عن مستوى الأرض حتى لا تتعرض للبلل.
4 ـ تنظيفها بشكل منتظم، لأن إشعالها بعد فترة طويلة من دون استعمالها، ومن دون تنظيف، يشكل خطرا صحيا. في أحسن الحالات، فإن الغرفة ستتحول كلها إلى رماد وتحتاج إلى ساعات طويلة من التنظيف. يفضل تنظيفها مرة في الشهر، مع العلم أن الأمر لن يستغرق سوى خمس دقائق.
5 ـ التأكد من أن لا شيء يعيق استعمالها سواء من الخارج أو من الداخل. من الخارج، معاينة ما إذا كانت هناك أعواد أو أغصان تساقطت فوقها من الشجر، أو ما إذا كانت بها أعشاش عصافير. ومن الداخل التأكد من عدم وجود أي عائق بها وبأن الممر فارغ باستعمال الضوء الومضي.
6 ـ إذا لم تكن المدفأة طبيعية وتعمل بالغاز، من الضروري الاستعانة بخبير للتأكد من عدم تسرب الغاز منها، على الأقل في المرة الاولى لاستعمالها.
7 ـ بغض النظر عن مدى تأكدك من سلامة المدفأة وسلامة المكان المحيط بها، يجب بأي شكل من الأشكال عدم وضع الكثير من الخشب فيها وتركها من دون مراقبة، خصوصا إذا كان في البيت اطفال.
8 ـ عند حلول الربيع أو الصيف، من الممكن الاستمرار في الاستفادة منها كمركز جذب، بوضع مزهريات من الورد أو سلة من الأزهار المجففة بألوان متنوعة، أو شموع معطرة بأحجام كبيرة ومتنوعة، أو فقط أنواع مبتكرة من الخشب.