[center]نبذة عن الشاعر
وهو أبو عمرو أحيحة بن الجلاح بن الحريش الأوسي شاعر جاهلي من دهاة العرب وشجعانهم. قال الميداني: «كان سيد يثرب وكان له حصن فيها سماه المستظل وحصن في ظاهرها سماه الضحيان، ومزارع وبساتين ومال وفير». وقال البغدادي: «كان سيد الأوس في الجاهلية. وكان مرابياً كثير المال أما شعره فالباقي منه قليل جدا».
وفي كتاب الأغاني أن سلمى بنت عمرو العدوية كانت زوجة لأحيحة وأخذها بعده هاشم بن عبد مناف فولدت له عبد المطلب وبهذا تكون وفاة أحيحة قبل وفاة هاشم المتوفى نحو عام 102 قبل الهجرة.
قصيدة : ألا يا لهف نفسي أَي لهف
أَلاّ يا لَهفَ نَفسي أَيَّ لَهفٍ
عَلى أَهلِ الفَقارَةِ أَيَّ لَهفِ
مَضَوا قَصدَ السَبيلِ وَخلَّفوني
إِلى خَلَفٍ مِنَ الإِبرامِ خَلفِ
سُدىً لا يَكتَفونَ وَلا أَراهُم
يُطيعونَ اِمرَءاً إِن كانَ يَكفي
==============
قصيدة : ألا إِن عيني بالبكاء تهلل
أَلاّ إِنَّ عَيني بِالبُكاءِ تُهلِّلُ
جُزوعَ صَبورٍ كُلُّ ذَلِكَ تَفعَلُ
فَإِن تَعتَريني بِالنَهارِ كَآبَةٌ
فَلَيلي إِذا أَمسى أَمَرُّ وَأَطوَلُ
فَما هَبرَزىٌّ مِن دَنانيرِ أَيلَةٍ
بِأَيدي الوُشاةِ ناصِعٌ يَتَأَكَّلُ
بِأَحسَنَ مِنهُ يَومَ أُصبِحُ غادِياً
وَنَفَّسَني فيهِ الحِمامُ المُعَجَّلُ
===================
قصيدة : أخلق الربع من سعاد فَأمسى
أَخلَقَ الرَبعُ مِن سُعادَ فَأَمسى
رَبعُهُ مُخلَقاً كَدَرسِ المَلاةِ
بالياً بَعدَ حاضِرِ ذي أَنيسٍ
مِن سُلَيمى إِذ تَغتَدي كَالمَهاةِ
=======================
قصيدة : أَلا أَبلِغ سُهَيلاً أَنّني
أَلا أَبلِغ سُهَيلاً أَنَّـ
ـني ما عِشتُ كافيكا
فَلا يُلهيكَ عِن مالِـ
ـكَ في قَومٍ تَرائِيكا
وَشَدِّد طَبَقَ الحَيزو
مِ إِنَّ المَوتَ لاقيكا
وَلا تَجزَع مِنَ المَوتِ
إِذا حَلَّ بَواديكا
فَقَد أَعلَمُ أَقواماً
وَإِن كانوا صَعاليكا
مَساريعاً إِلى النَجدا
تِ لِلغَيِّ مِتاريكا
وَخَفِّض عَنكَ في المِشـ
ـيَةِ لا يُغني تَبازيكا
================
قصيدة : أَلا يا قيس لا تسمن درعي
أَلا يا قَيسُ لا تَسِمنَ دِرعي
فَما مِثلي يُساوِمُ بَالدُروعِ
فَلَولا خَلَّةٍ لِأَبي جَوَىًّ
وَأَنّي لَستُ عَنها بِالنَزوعِ
لَأَبَت بِمِثلِها عَشرٌ وَطِرفٌ
لَحوقُ الأَطلِ جَيّاشُ تَليعِ
وَلَكِن سَمِّ ما أَحبَبتَ فيها
فَلَيسَ بِمُنكِرٍ غِبنَ البُيوعِ
فَما هِبَةُ الدُروعِ أَخا بَغيضٍ
وَلا الخَيلُ السَوابِقِ بِالبَديعِ
====================
قصيدة : أَلا هل فؤادي إِذ صبا اليوم نازِع
أَلا هَل فُؤادي إِذ صَبا اليَومَ نازِعُ
وَهَل عَيشُنا الماضي الَّذي زالَ رايِعُ
وَهَل مِثلُ أَيّامٍ تَسَلَّفنَ بِالحِمى
عَوايِدُ أَو عَيشُ السِتارَينِ راجِعُ
كَأَن لَم تُجاوِرنا رَميمٌ وَلَم نَقُم
بِفَيضِ الحِمى إِذ أَنتَ بِالعَيشِ قانِعُ
وَبُدِّلتُ بَعدَ القُربِ سُخطاً وَأَصبَحَت
مُضابِعَةً وَاِستَشرَفَتكَ الأَضابِعُ
وَكُلُّ قَرينٍ ذي قَرينٍ يَوَدَّهُ
سَيُفجِعَهُ يَوماً مِنَ البَينِ فاجِعُ
لَعَمري لَقَد هاجَت لَكَ الشَوقَ عَرصَةٌ
بِمَرّانَ تَعفوها الرِياحُ الزَعازِعُ
بِها رَسمُ أَطلالٍ وَخَيمٌ خَواشِعٌ
عَلى أَلِهِنَّ الهاتِفاتُ السَواجِعُ
فَظَلتُ وَلَم تَعلَم رَميمُ كَأَنَّني
مُهَمٌّ أَلَثَّتهُ الدُيونُ الخَوالِعُ
تَذَكَّرَ أَيّامَ الشَبابِ الَّذي مَضى
وَلَمّا تَرُعنا بِالفِراقِ الرَوايِعُ
بِأَهلي خَليلٌ إِن تَحَمَّلتُ نَحوَهُ
عَصاني وَإِن هاجَرتُهُ فَهوَ جازِعُ
وَكَيفَ التَعَزّي عَن رَميمَ وَحُبُّها
عَلى النَأيِ وَالهِجرانِ في القَلبِ نافِعُ
طَوَيتُ عَلَيهِ فَهوَ في القَلبِ شامَةٌ
شَريكُ المَنايا ضُمِّنَتهُ الأَضالِعُ
وَبيضٍ تَهادى في الرِياطِ كَأَنَّها
نِهى لَسلَسٍ طابَت لَهُنَّ المَراتِعُ
تَخَيَّرنَ مِنّا مَوعِداً بَعدَ رِقبَةٍ
بِأَعفَرَ تَعلوهُ الشُروجُ الدَوافِعُ
فَجُنَّ هُدُوّاً وَالثِيابُ كَأَنَّها
مِنَ الطَلِّ بَلَّتها الرِهامُ النَواشِعُ
جَرى بَينَنا مِنهُم رَسيسٌ يَزيدُنا
سَقاماً إِذا ما اِستَيقَنَتهُ المَسامِعُ
قَليلاً وَكانَ اللَيلُ في ذاكَ ساعَةً
فَقُمنَ وَمَعروفٌ مِنَ الصُبحِ صادِعُ
وَأَدبَرنَ مِن وَجهٍ بِمِثلِ الَّذي بِنا
فَسالَت عَلى آثارِهِنَّ المَدامِعُ
يُزَجّينَ بِكراً يَنهَزُ الرَيطُ مَشيَها
كَما مارَ ثُعبانُ الفَضا المُتَدافِعُ
تُبادِرُ عَينَيها بِكُحلٍ كَأَنَّهُ
جُمانٌ هَوى مِن سِلكِهِ مُتَتابِعُ
وَقُمنا إِلى خَوصٍ كَأَنَّ عُيونَها
قِلاتٌ تَراخى مائُها فَهوَ واضِعُ
فَوَلَّت بِنا تَغشى الخَبارَ مُلِحَّةً
مَعاً حولُها وَاللاقِحاتُ المَلامِعُ
وَإِنّي لَصَرّامٌ وَلَم يُخلِقِ الهَوى
جَميلٌ فِراقي حينَ تَبدو الشَرايِعُ
وَإِنّي لَأَستَبقي إِذا العُسرُ مَسَّني
بَشاشَةَ نَفسي حينَ تُبلى المَنافِعُ
وَأَعفي عَن قَومي وَلَو شِئتُ نَوَّلوا
إِذا ماتَشَكّى المُلحِفُ المُتَضارِعُ
مَخافَةَ أَن أَقلى إِذا شِئتُ سائِلاً
وَتُرجِعَني نَحوَ الرِجالِ المَطامِعُ
فَأَسمَعَ مِنّا أَو أُشَرِّفَ مُنعِماً
وَكُلُّ مُصادي نِعمَةٍ مُتَواضِعُ
وَأُعرِضُ عَن أَشياءَ لَو شِئتُ نِلتُها
حَياءً إِذا ماكانَ فيها مَقاذِعُ
وَلا أَدفَعُ اِبنَ العَمِّ يَمشي عَلى شَفا
وَلَو بَلَغَتني مِن أَذاهُ الجَنادِعُ
وَلَكِن أُواسيهِ وَأَنسى ذُنوبَهُ
لِتُرجِعَهُ يَوماً إِلَيَّ الرَواجِعُ
وَأُفرِشُهُ مالي وَأَحفَظُ عَيبَهُ
لِيَسمَعَ إِنّي لاأُجازِهِ سامِعُ
وَحَسبُكَ مِن جَهلٍ وَسورِ صَنيعَةٍ
مُعاداةَ ذي القُربى وَإِن قيلَ قاطِعُ
فَأَسلِم عَناكَ الأَهلَ تَسلَم صُدورُهُم
وَلا بُدَّ يَوماً أَن يَروعَكَ رايِعُ
فَتَبلوهُ ما سَلَّفتَ حَتّى يَرُدَّهُ
إِلَيكَ الجَوازي وافِراً وَالصَنايِعُ
فَإِن تُبلِ عَفواً يُعفَ عَنكَ وَإِن تَكُن
تُقارِعُ بِالأُخرى تُصِبكَ القَوارِعُ
وَلا تَبتَدِع حَرباً تُطيقُ اِجتِنابَها
فَيَلحَمَكَ الناسَ الحُروبُ البَدايِعُ
لَعَمري لِنِعمَ الحَيُّ إِن كُنتَ مادِحاً
هُمُ الأَزدُ إِنَّ القَولَ بِالصِدقِ شايِعُ
كِرامٌ مَساعيهِم جِسامٌ سَماعُهُم
إِذا أَلغَتِ الناسُ الأُمورُ الشَرايِعُ
لَنا الغُرَفُ العُليا مِنَ المَجدِ وَالعُلى
ظَفِرنا بِها وَالناسُ بَعدُ تَوابِعُ
لَنا جَبَلا عِزٍّ قَديمٌ بَناهُما
تَليعانِ لا يَألوهُما مَن يُتالِعُ
فَكَم وافِدٍ مِنا شَريفٌ مَقامَهُ
وَكَم حافِظٍ لِلقِرنِ وَالقِرنُ وادِعُ
وَمِن مُطعِمٍ يَومَ الصَبا غَيرَ جامِدٍ
إِذا شَصَّ عَن أَبنائِهِنَّ المَراضِعُ
يُشَرِّفُ أَقواماً سِوانا ثِيابُنا
وَتَبقى لَهُم أَن يَلبَسوها سَمايِعُ
إِذا نَحنُ ذارَعنا إِلى المَجدِ وَالعُلى
قَبيلاً فَما يَسطيعُنا مَن يُذارِعُ
وَمِنّا بَنو ماءِ السَماءِ وَمُنذِرٌ
وَجَفنَةُ مِنّا وَالقُرومُ النَزايِعُ
قَبائِلُ مِن غَسّانَ تَسمو بِعامِرٍ
إِذا اِنتَسَبَت وَالأُزدُ بَعدُ الجَوامِعُ
أَدانَ لَنا النُعمانُ قَيساً وَخِندَقاً
أَدانَ وَلَم يَمنَع رَبيعَةَ مانِعُ
=================
center]