تأملت في الأسباب وراء دخول الفتاة في عالم المعاكسات , فرأيت أن من أهمها ضعف الوازع الديني عند الفتاة من استشعار مراقبة الله سبحانه وتعالى , وهذا في مقدمة الأسباب ومن أهمها , إذ تعتبر مراقبة الله الحصن الواقي في جميع أحوال الشخص وخاصة في الأمور الخفية والتي لا يطلع عليها الناس , والمعاكسات مما يتخفى فيها الشاب والفتاة عن أنظار الناس , إذ يمضون الأوقات الكثيرة عبر وسائل الاتصال المتنوعة .
وهناك أسباب كثيرة تأتي بعد ذلك لعلي آتي على أهمها :
فقدان الفتاة لشيء من حقوقها سواء من والديها وإخوانها وأخواتها , كالعاطفة والحب والحنان .
كثرة المشاكل في البيت ووقوع الظلم على الفتاة .
التدخل في شؤون الفتاة الخاصة وإرغامها على أمر لا تريده كتزويجها بمن لا تريد ونحو ذلك .
ضعف أو انعدام مراقبة الوالدين .
سوء تربية الفتاة , وعيشها في بيئة مترفة توفر فيها آلات اللهو واللعب والخدم والسائقين .
جهل الفتاة بحال المعاكسات وعدم تصور نتائجها وأضرارها .
تأثير رفيقات السوء من الصديقات والزميلات .
دعاة التغريب وإفساد المرأة والمنادين بإزالة الحواجز بين الجنسين .
وسائل الإعلام وما يعرض فيها من مسلسلات تدعو إلى اتخاذ الخليل والصديق .
ارتكاب المعاصي من سماع الغناء والذي يُتغنى فيه بأغاني فيها دعوة إلى الحب والغرام والعشق.
الفراغ الكبير عند الفتاة وسهر الليل لساعات طويلة .
تأخر الزواج فقد يكون سببا في لجوء الفتاة إلى المعاكسات .
تهيئة الفتاة لقبول عرض من يعاكسها فلا مناعة عندها في دفع أي عرض .
تصور الفتاة إمكانية تحقق الزواج عن طريق المعاكسات .
تفلت وتمرد الفتاة وحب فتح علاقات مع الشباب .
توفير وسائل الاتصال للفتاة من جوال ونت دون توعية .
الذهاب إلى المتنزهات والأماكن العامة كالأسواق ونحوها دون حاجة ملحة وبغير محرم .
بالنسبة للمتزوجات فقد يلجأن إلى المعاكسات بسبب تقصير الزوج في بعض حقوقهن ,
أو بسبب بقاء شيء من ترسبات المعاكسات قبل الزواج .
إلى غير ذلك من الأسباب التي تجر الفتاة إلى الوقوع في المعاكسات .
ومهما حصل للفتاة من هذه الأسباب أو غيرها فلا يبرر لها الدخول في عالم المعاكسات , لأن الخطأ لا يعالج بخطأ مثله , وإنما ذكرت ذلك لكي تتعرف الفتاة إلى هذه الأسباب فتحذر وتحذر , وتحمد الله أن عافها مما ابتلا به بعض الفتيات .
كيفية وقوع الفتاة في المعاكسات :
بسبب تأثير بعض هذه الأسباب أو غيرها فإن الفتاة قد تلجأ إلى الدخول في عالم المعاكسات , وهنا تختلف كيفية وطرق وقوعهن , لذلك من الأهمية بمكان ذكر هذه الطرق لأجل أن تحذر الفتاة وتبتعد عنها .
وفي المقابل هناك من الفتيات من تقع تحت تأثير بعض هذه الأسباب , ولكن يعصمها الله ويحفظها من الوقوع في المعاكسات بل في التفكير بها فضلا عن القرب إليها .
وهذا يعود إلى أسباب كثيرة في نجاة وسلامة كثير بل أكثر الفتيات ولله الحمد من الوقوع في شرك هذه المعاكسات , بعد توفيق الله وحفظه , فمنها خوف الفتاة ومراقبتها لربها , حفظ الله للفتاة بدعائها ودعاء والديها لها , نشأة الفتاة في بيئة صالحة , مراقبة الوالدين , تعامل الفتاة بشكل صحيح مع وسائل الاتصال والتقنية , انهماك الفتاة بأعمال نافعة سواء داخل البيت من خدمة الأهل أو في خارجها كالالتحاق بالدور النسائية وهكذا , قضاء أوقات الفراغ بكل مفيد من قراءة للكتب النافعة وسماع الأشرطة المؤثرة ونحو ذلك والحرص على عدم وجود أوقات فراغ , المحافظة على الصلاة في وقتها والإكثار من الأعمال الصالحة وملازمتها , الترابط الاجتماعي , مرافقة الصالحات , البعد عن الرجال الأجانب من الأقارب ونحوهم , سماع القصص المؤلمة لمن وقعت في هذه المعاكسات وأخذ الدروس والعبر منها , تذكر نتائج المعاكسات الوخيمة من الفضيحة والعار ونحوها , وغير ذلك مما يكون في الغالب سببا في بعد الفتاة عن هذه العلاقات المحرمة بعد حفظ الله وإعانته .
وقد حان الوقت لبيان كيفية وقوع بعض الفتيات في المعاكسات :
من الفتيات من تصبر رغما عن أنفها بسبب بعض الموانع التي لو لم توجد لسارعت إلى المعاكسات.
ومنهن من تبحث هنا وهناك إلى من يعاكسها في الأسواق والمنتزهات وعبر الجوال والهاتف والنت ونحو ذلك.
ومنهن من لا تبحث ولكن تقبل عندما يُعرض عليها وذلك عبر الوسائل المختلفة.
ومنهن من لا تمانع في فتح أي علاقة ولكنها تنتظر الفرصة المناسبة .
ومنهن من تعرف خطورة هذه المعاكسات ولكن تزيين الشيطان لها يكون سببا في وقوعها .
وهناك من تعرف أضرار هذه المعاكسات ولكن تُوهم نفسها بأنها لا تعدو من أن تكون محادثات ودردشات تنتهي بانتهاء الاتصال ! .
ومنهن من تقع بسبب عدم تصور خطورة هذه المعاكسات فتتأثر بأدنى شيء !
ومنهن من تتأثر ببعض كلمات وشعارات هؤلاء المعاكسين من دندنة حول كلمات الحب فيسلبون عقلها ويجرونها إليهم .
ومنهن من تكون بعيدة عن المعاكسات ولكن حب الاستطلاع والكشف عن المجهول جعلها تقع .
ومنهن من تُفتتن بصوت أو مظهر الشاب فتتعلق به ومن ثم تعاكسه.
ومنهن من لا تقصد المعاكسات بذاتها , ولكنها لا تمانع في دخول الأماكن التي يوجد فيها رجال أجانب أو أقارب من غير المحارم سواء على أرض الواقع في العمل ونحوه أو عبر وسائل الاتصالات والتقنية ثم تتحول إلى علاقات وتعلق وهكذا يبدأ المسلسل المرير .
ومنهن من يعميها سكر الشهوة وتحقيق رغباتها الشهوانية , فتبحث عن المتعة المحرمة وتغرق في بحر الرذيلة فتجر على نفسها وأهلها الخزي والعار .
الرئيسية
مركز التحميل
