لا يهم من اين اتين، من اي اسر او من اية بلدة، المهم انهن من هنا من عندنا ومن مجتمعنا العربي، والمهم ان التأخر الاجتماعي الحقيقي يكتنفهن ويحاصرهن من كل الجوانب رغم التقدم الظاهري.
هاجمني وضربني وركلني
وشد شعري
قالت تهاني (اسم مستعار)
تعرفت على زوجي او بالاحرى طليقي عندما كنت في السابعة عشرة من عمري ، كان حينها شابا وسيما مفتول العضلات افتتنت به ورغبت بالزواج منه. حبي الجارف له جعلني انسى اهلي ودراستي وكل ما حولي بحيث لم اعد ارى سواه. نصحني الاهل والاصدقاء بالا اتزوج منه لانه انسان صايع" كما يقال بالعامية ، لا شغلة ولا مشغلة.
ومع هذا تشبثت برأيي، ولا انسى يوم زفافي عندما اقترب مني والدي وانا في ثوب الزفاف هامسا، قولي لا ولا تقلقي وينتهي كل شيء حالا، ولا تهتمي للناس ولا مكان للحرج المهم انت بقي لحظات لكتب الكتاب الا انه بامكانك التراجع، ماذا قلت؟ اجبت انني اصر على الزواج من هذا الشخص. عندها غضب والدي وقال لي حسناً اياك ان تعودي يوما الى هذا البيت غاضبة.مرّت أسابيع على زواجنا بدأت الحظ التغييرات في المعاملة، وبدا يظهر على حقيقته تقصير بحقي وحق اسرتي، وبخل شنيع- مما دعى اهلي ميسوري الحال الى تلبية كل احتياجات بيتي، اهانات، شتائم، ضرب،ناهيك عن الخيانة مع جارتي التي كانت تسكن في الطابق العلويّ، والتي كانت تتعمد المجيء لزيارتنا بملابس فاضحة للغاية، حتى اتى اليوم الذي رجعت به من زيارة اهلي فتحت الباب بالمفتاح الذي كان معي ويا لهول ما رأيت، الخيانة على سريري، وكان على درجة بالغة من الوقاحة بأن هاجمني وضربني وركلني وشد شعري محاولا منعي من الخروج ومهددا اياي بالقتل فيما لو فعلت.
افلت من بين يديه، الا انني لم افلت من حساب والدي العسير، الذي لم ينس تهديده ووعيده لي. التجأت الى مؤسسة الشؤون الاجتماعية التي امدتني واسرتي بالنذر اليسير غير الكافي. يئست من الدنيا وما فيها، ولم اجد مناصاً من ان ارتمي في احضان شخص تعرفت اليه منذ بضع سنوات كي يمدني بالاحتياجات المادية، والذي اضحى مسؤولا عنا بشكل كامل. انا لا احب هذاالشخص الا انني ادمنت على وجوده في حياتي.
لا ادري لماذا تخلى عني ابي هكذا، بل اسرتي برمتها فهي عديدة الافراد، جميع افرادها بالغون ويعملون، لكن في ايامنا كل شخص "اسالك يا رب نفسي". أعيش حاليا هكذا، على حافة السكين، ولا ادري متى تأتي الطامة الكبرى فيتخلى عني هذا الشخص، خاصة انني اعتمد عليه كليا ولا اعمل، ولو فكر في هجري يوما ستدمر حياتي برمتها.
وقالت سريدة (اسم مستعار) أنا مطلقة فوق الاربعين وليس لي اولاد. تزوجت زواجا تقليدياً من ابن عمي، وسكنت معه خارج بلدتي، حيث عانيت الامرين.فقد كان بخيلا وقاسياً وطويل اليد واللسان، ناهيك عن عجزه الجنسي الذي زاده ضراوة وشراسة. فاخذ يثور وينتقم مني لاتفه الاسباب، وانتهى بنا المطاف في ادمانه على المخدرات.عندها قلت "لحد هون وبس"، وخرجت ليلاً بعد ان استلفت اجرة الطريق من جارتي.
احيانا أوشك على الشعور بالضعف
"أنا سيدة جميلة كما ترين، ولا يظهر علي عمري الحقيقي، مما دعى الكثيرين للمحاولة معي، وكأن لسان حالهم يقول، انت اصبحت مستعملة ، يد ثانية، وكثر الله خيرنا لو تصاحبنا معك.
الكل يطالب بتقديم التنازلات، وكأن المطلقة تنفع للفراش ، بينما التوجه الجدي فمن حق غيرها"."أعاني من اوضاع مادية صعبة بشكل لا يتصوره العقل، خاصة انني اعيش مع اسرة يعايرني افرادها كل يوم بأنني لا اساهم في لقمة عيشي.
يكفي ان اقول انه بالرغم من انني عاملة ذات دخل محدود بالكاد يسد رمقي الا انني منذ ايام حاولت ان اطلب من شخص جليل كبير في السن جاوز السبعين عاماً ان يقرضني مبلغا لارده اليه خلال شهرين، فأجابني بل اهبه لك واريحك مقابل ان تريحيني انت ايضا. صدق او لا تصدق!
وقالت منى(اسم مستعار): تزوجت من فلسطين من الضفة الغربية، وعانيت الامرين، ضرب اهانة وتجريح، الامر الذي اقتادني الى ان اعاملة بالمثل الى درجة رفع الصوت ورفع اليد. لدي ثلاثة اطفال، عدت ادراجي بهم، بعد مرور اعوام على زواجي، وبعد ان حصلت خلافات قبل ان انجب ابني البكر، الا ان الاهل كانوا يعيدونني الى بيتي كلما حاولت ان اتيهم غاضبة وكلما حاولت الطلاق ،وجميعهم كانوا يقولون لي اصبري فقد يتغير عندما تصبحين اما ليتني لم اسمعهم.
على اية حال انا نادمة لانني آثرت الزواج على التعليم، ولم اكمل دراستي الثانوية.
ما يزعجني انني اتعرض للمعايرة من قبل اهلي انطلاقا من عدم المساهمة في دفع الفواتير وصولا الى اللقمة التي اكلها، نظرا لانني اسكن معهم ،كما انني اتعرض للكثير من المضايقات غير المباشرة عندما يتوجه بعض الرجال لمساعدتي منتظرين المقابل المعروف طبعا.
احيانا أوشك على الشعور بالضعف ، الا ان الضمير والاخلاق والمبادىء تزرع في نفسي الصبر وبذور الأمل. لا مانع عندي من تكرار تجربة الزواج، اما فيما يتعلق بالنزوات والعلاقات العابرة، اسفة ، فانا لست بالعنوان المناسب.