--------------------------------------------------------------------------------
ماهو الحب ؟؟؟
الحب الحقيقي هو الحب الدائم في كل مكان وزمان والحب الصادق وهو الذي لا يقترن بمصلحة والذي لانشرط أونساوم فيه و لايخضع لمنطق البيع والشراء لانه يكون برغبة وارادة البشر المطلقة فلااكراه ولا اجبار بالحب .
والحب ليس فقط سماع الموسيقى والاغاني الرومانسية ولا حتى قصيدة شعرية غزلية تطفا لهيب الشوق والغرام إذ ان البعض يتصور الحب على انه أمر حاصل لمجرد انه قال احبك للطرف الثاني وتبادلا معا هذه القولة وكان هذه الكلمة بتصورهاتهم هي مفتاح الدخول له ومن اوسع ابوابه ,وهذه نظرة سطحية تهمش المعنى السامي للحب الذي نتكلم عنه .
فاول نقطة من صدقية الحب هو تبرير أخطاء الطرف الاخر وبكل السبل وكذلك الابتعاد عن المنفعة الشخصية لانه 0 الحب) لا يخضع للعوامل المادية أو لمنطق الربح والخسارة لفهو وببساطة عطاء مطلق وبدون مقابل والانسان الذي يعطي لاينتظر مقابلا لما وهبه لانه من المفترض نابع من شعور صادق ومن الاعماق.
ومن جهة اخرى يفترض بالمحب ان لا يخجل أو يخاف من التعبير عما يدور في دواخله لانه لا يكتمل ولا ينضج بارادتنا فهو يبحث عن الحرية في التعبير من غير تكلف أو تصنع في هذه المشاعر السامية الراقية .
لانه احساس جميل هذا اذا عشناه بمعناه المجرد والحقيقي ولو فشلنا نكون نحن الملامين والمذنبين وربما قد نكون اسأنا بقصد او بغير قصد لمعناه الرائع ., وقد يضيع الانسان سنوات من عمره وهو يبحث عن هذا الحب المفقود وقد يموت من غير ان يكتشفه أو يعيش لحضاته الجميلة وبذلك هو خسر اجمل سمة انسانية .
وهناك وجهات نظر متعددة في مفهوم الحب تختلف في نظرتها وتتفاوت في درجاتها .
يقول الفيلسوف الفرنسي سارتر :
(( ان المحب الاناني يرى محبوبته من ثقب مفتاح الباب فهو يريد أن يراه من هذه الحدود فقط وينسى ماحوله ))
أي بمعنى اخر انه يراه من منظوره هو ويطالب الطرف الاخر ان يكون نسخة مكررة من شخص كان يحبه بالماضي في حين أن التغيير صفة الطبيعة وهذه هي قمة الانانية التي تتجلى في الكثير من البشر حيث يحاولون ان يضعوا شروطا وقيودا وحدودا للطرف المقابل فهذا هو اقرب للانانية منه للحب مثلما عبر عنه سارتر .
ويقول فيلسوف اخر :
((.......... ولكي تكتمل مرحلة الانصهار الخلاق - الحب الحقيقي - يجب ان يتقبل الشريك شريكه كما هو ثم بعد ذلك يبدا التراسل العقلي – الحوار - والعاطفة العارمة – الجنس - بتقريب جزر المحبين ومن ثم تتكون قارة الحب الكبرى وسط محيطات دافئة وهادئة الاجواء )).
وانا شخصيا ارى صحة هذا الرأي الذي يقر بوحدوية الشريكين المطلقة لانها القيمة المثلى للحب وبغيرها لا يكون للحب وجود بين اي طرفين فتنفتي صفة الشراكة المقدسة وتصبح علاقة اجتماعية ذات سقف عالي فقط .
وهذا الرأي يدحض قول البعض الذي يرى ان هناك مساحة حرة بين الطرفين لا يجب ان يخوض فيها اي طرف اي بمعنى تكون بينهما منطقة محرمة .. وهذا من وجهة نظري مفهوم خاطئ وغير صحيح لان هذه المساحة المزعومة سوف تنسف التجانس والانصهار المطلق بين الشريكين اي ستكون لكل طرف منطقة خاصة به وبعيدة عن الاخر وغير مسموح له بالتقرب منها , وهنا خرج الحب عن عرفه لانه اصبح منهجية نتحكم بها بأرادتنا في حين انه من المفروض ( الحب) يكون غير ممنهج وغير محسوب رياضيا ..
وسيقول قائل :
وكيف الحال في تفاوت التفكير بين الشريكين ؟؟؟
وهذه بالنسبة لي مسالة في غاية السهولة من الناحية النظرية ولكن ربما غير سهلة عمليا ولكن هي غير مستحيلة عن طريق النقاشات ( ذات الطابع الحميمي ) وعن طريق التطبيع اي بمعنى اذا رغب اي طرف بتغير الاخر فليبدا بنفسه قبل ان يطلب من شريكه التغيير فالحب كما هو عاطفة واحساس راق هو استجابة اي ان هناك اخذا وعطائا اي مرسلا ومستلما ولكل واحد منا لديه طاقة عظيمة من الحب تكمن في اعماقه لن تظهر من دون ان نتعلم كيفية اظهارها بطرق صحيحة وباساليب سليمة وهذه تحتاج ايضا الى مستقبل لها وكذلك بنفس المواصفات السليمة في الاسلوب ولكي ينمو ذلك الحب ويكبر ويسمو .
وختاما الحب الذي لا تعتريه الجراة ويكون الحذروالتخوف من الاخر حاضرا لا اعتبره حبا تنطبق عليه صفات الحب والذي هو اسمى معنى من معاني الحياة .
واستشهد بما قاله نزار قباني :
اني لا اؤمن في حب لا يحمل نزق الثوار