إذا كنت واثقة من أنك بائسة في حياتك الزوجية، فلا تماطلي في الحصول على الطلاق "لخاطر الأولاد". بينما تسمعين بعض الأخصائيين يقولون بأن غياب أحد الوالدين عن حياة الطفل سوف يسفر عن عقد نفسية ويزيد من الضغط عليه عندما يصبح مراهقاً أو يافعاً، خذي بالحسبان أيضاً بأن احتمالية المنافع التي يكتسبها الأولاد عندما لا يعيشون في منزل مليء بالمشاجرات هي أكبر بكثير من أي آثار سلبية تنتج عن الإنفصال.
بالتأكيد هذه الفكرة التي يحملها المقال بافتراض أنكما قد اكتشفتما بأن جميع محاولات الإصلاح وتقوية العلاقة قد باءت بالفشل، فقد تحدثتما وتجادلتما طويلاً وربما استشرتما أخصائيين وتأملتما في المستقبل جيداً ومع ذلك كله وصلتما إلى طريق مسدود تماماً وغير قابل للحل.
أنت تعرفين تماماً بأن السعادة في علاقتك الزوجية هي أمر مستحيل، ولكن توجد أسباب منطقية كثيرة من وجهة نظرك تدفعك للإستمرار، ولكن أن تبقين في زواج غير سعيد "من أجل الأولاد" هو سبب غير منطقي أبداً، وإليك الأسباب:
1.العيش مع أبوين سعيدين يحبان بعضهما الآخر هو البيئة الطبيعية والمثالية لنمو الأطفال. بينما العيش مع أب سعيد أو أم سعيدة هو أفضل بكثير من العيش مع شخصين غير سعيدين ويكرهان بعضهما البعض.
2.محاولتك كي تبدين سعيدة أمام أطفالك وأنت لست كذلك هي محاولة نبيلة، ولكنك في الحقيقة لا تستطيعين أن تمثّلي السعادة لفترة طويلة، فأطفالك سوف يدركون في الحال بأنك غير سعيدة وهذا سيسبب لهم معاناة كبيرة.
3.النفور الذي بينك وبين زوجك قد يكون على شكل عدم الكلام مع بعضكما في البيت، أو أن يعامل كل منكما الآخر بشكل سيءأمام الأطفال، وفي الحالتين لا بد وأن يغلب الصراخ والكلمات المؤذية والتهكم وربما الضرب، لأن المشاعر السلبية التي تحملانها اتجاه بعضكما لا بد وأن تفرض نفسها في النهاية.
4.سعادتك الخاصة هي أمر هام يجب أن تأخذيه بعين الإعتبار. ربما يعجيك شعور التضحية في سبيل الأولاد وعلى الأقل سيخلّصك من عقدة الذنب التي ربما تلاحقك لاحقاً، ولكن فكري جيداً بأنه لا يوجد مكان لتضحية من أجل غاية لن تتحقق أو من أجل لا شيء. لا تجعلي عقدة الذنب سبباً في اتخاذك قرار سوف يجلب بالتأكيد التعاسة لك ولأولادك.
لا تخافي من الأهل، الأقارب، الأصدقاء وكلام الناس، إنه قرارك وأنت فقط المسؤولة عن هكذا قرار. سعادة الأولاد تستحق التضحية ولكن هل فعلاً الإستمرار في حياة زوجية بائسة هي التي تجلب السعادة لأولادنا؟